Monday 11 April 2011

حملة لـ"إنقاذ" اللغة العربية في لبنان

من منشورات الحملة
من منشورات الحملة
عندما تطرح رندة مخول مدرسة الفن في بيروت على تلاميذها سؤالاً بالعربية، غالباً ما تلقى إجابات بالانكليزية.
وقالت المعلمة في مدرسة "سيدة الجمهور" في العاصمة اللبنانية بيروت: "من المحبط رؤية هؤلاء الشباب الذين يريدون أن يتحدثوا بلغتهم الأم، عاجزين عن تركيب جملة بشكل سليم".

ومخول هي واحدة من مدرسين لبنانيين عدة يبدون قلقاً من زيادة عدد الشباب الذين لا يجيدون العربية، على رغم أنهم ولدوا ونشأوا في بلد شرق أوسطي.

وترحب مخول بحملة جمعية "فعل امر" في لبنان لإنقاذ اللغة العربية، بعنوان "بتحكيه من الشرق، بردلك من الغرب" و الفكرة كانت لرئيسة الجمعية السيدة سوزان تلحوك وبرعاية وزارة الثقافة اللبنانية.

وعلى رغم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبنان، لكن اللغتين الانجليزية والفرنسية تستخدمان على نطاق واسع.
وتتحدث غالبية اللبنانيين الفرنسية، نظراً إلى أن البلد كان مستعمرة فرنسية، فيما تحوّل الجيل الجديد باتجاه الإنجليزية.
ويرسل عدد متزايد من الاهالي أولادهم إلى الارساليات الفرنسية والبريطانية والأمريكية، على أمل أن يساعدهم ذلك على ضمان مستقبلهم. حتى أن بعضهم يتحدث الفرنسية أو الانجليزية مع أولاده في المنزل.

تقول لارا طراد (16 عاماً)، وهي تلميذة في مدرسة "سيدة الجمهور"، إحدى الارساليات الفرنسية: "إنه محزن جداً، لم يعد هناك أحد من أبناء جيلنا يتحدث العربية بشكل سليم". وأضافت: "إنني فعلاً نادمة لأن أهلي لم يركزوا على تطوير (قدراتي) العربية. فات الأوان الآن، ربما يمكن فعل ذلك للطلبة الأصغر سناً".

وثمة فرق كبير بين العربية النحوية (الكلاسيكية)، المكتوبة والعامية. ونادراً ما تستخدم الكلاسيكية في الأحاديث، وهي لا تسمع إلا في نشرات الأخبار وفي بعض البرامج التلفزيونية.

ونتيجة لذلك، يكافح عدد كبير من الشباب اللبناني مع اساسيات القراءة، وليس غريباً لأبناء الـ16 أو 17 عاماً التكلم بعربية ركيكة.
وفي اشارة إلى الفجوة بين اللغة الرسمية وبين اللهجات العامية المختلفة في العالم العربي، كتب الفيلسوف المصري مصطفى صفوان ذات مرة يقول، ان اللغة العربية الكلاسيكية هي من حيث المبدأ لغة ميتة، تماماً كاللاتينية أو اليونانية القديمة.

لكن خبير الألسن، البروفسور محمد سعيد، يقول إن اللغة العربية الكلاسيكية هي قوة موحِدة في العالم العربي.
ويقول سعيد، المحاضر في اللغة العربية بمعهد اللغات الشرقية والأفريقية في لندن: "العربية الكلاسيكية هي لغة التواصل والأدب والعلوم والفلسفة والفنون – انها ما يوحد العالم العربي". ويرفض سعيد فصل اللهجات العامية السائدة في العالم العربي عن الكيانات الألسنية، باعتبارها امتداداً للعربية الكلاسيكية.

وتنظم جمعية “فعل أمر" مهرجانات للاطفال و لقاءات في المدارس لزيادة وعي الطلبة الى اهمية حماية اللغة الأم، ولتشجيعهم على الاعتزاز بها. اما مدى كفاية المبادرة لتغيير طريقة تعبير الشباب في لبنان عن أنفسهم، فمسألة أخرى.

No comments:

Post a Comment